الصبي والنهر

الصبي والنهر رواية فرنسية بديعة لـ هنري بوسكو تتمثل فانتازيا الطفولة كما تخيلها البطل من خلال تجربة تعود بالقارئ لطفولته الخاصة، بسرد يشعرك بالألفة ورقة تثير فيك الشجن.

صدرت الرواية بالعربية عن منشورات تكوين بترجمة بديعة لـ محمد آيت حنا ضمن مجموعة روايات مترجمة متميزة.

نبذة عن الصبي والنهر
رسوا، وسحبوا قاربهم، ليخفوه. ثمّ أخرجوا منه طفلاً. كان ولداً في عمري. وكان مقيّداً. رفعه أحد الرّجالِ وحمله على كتفيه. أبصرتُ وجهَه. كان كالحاً كوجه خاطِفيه، ويماثلُهم شراسةً. لكن لا شيء فيه يشي بالفزع. كانت عيناه مغمضتين، وفمه مزموماً، كأنّما هو حجرٌ.

حمله الرّجالُ الأربعة معهم، واختفوا تحت الأشجار، على أنّ كلّ ذلك قد جرى منذ زمنٍ بعيدٍ، وأنا الآنَ شيخٌ مسنٌّ. لكنّني، ما طالت بي الحياةُ، لن أنسَى أبداً أيّامَ سنَّي يفاعتي، تلك التي عشتها على المياه. إنّ تلك الأيّام الجميلة حاضرةٌ في كامل طراوتها. وما رأيته يومئذٍ، ما زلت أراه إلى اليوم، وكلّما خطر ببالي، أعادني ذاكَ الطّفلَ الذي أسعدَه، لحظة استيقاظه، بهاءُ عالم المياه.

قالوا عن رواية الصبي والنهر
نريد أن نقود أحلامَنا، سائرين في إثر حالِمٍ عظيم: هُنري بوسكو. فباقتفائنا أثرَه نستطيع أن نكشِف أعماقَ رؤَى طفولةٍ حُفظت في الأحلام. مع بوسكو نلجُ متاهةً تتقاطع فيها الذّكرياتُ بالأحلام. – غاستون باشلار
رواية ناعمة، تغشاكَ مثل حلمٍ. بساطتها حُلوة. الترجمة آية في الجمال، واللغة تنهلُ من حسية الطبيعة وشِعريتها البليغة. شكرًا محمد آيت حنا على الاختيار والترجمة. سعادتي بالكتاب كبيرة. بثينة العيسى
اقتباسات من كتاب الصبي والنهر
ما إن أنطلق في هذه الدروب التي تمضي متعرجة بين سياجين من النبات تملؤها العصافير والتوت الأزرق، هل سأستطيع التوقف؟
صار غاتزو يتجنبني. بالكاد يجيبني. مجدداً اكتسى تلك السحنة الصارمة التي لم أكن أحبها. هيأته الشاردة كانت تباعد بيني وبينه. كنت أحس نفسي وحيداً. بقلب مثقل بالهم، لذت بالصمت.
لأنني ابداً لن أجد رفيقاً مثله؛ رفيقاً أقوى مني، وأشجع، وأمهر. كان. أول صديقي أعرفه.