ظلال على النافذة

رمز المنتج: 9782843090653 التصنيف: الوسوم:

Apple Shopping Event

Hurry and get discounts up to 20% Read more

EGP300.00

غير متوفر في المخزون

غير متوفر في المخزون

تفاصيل المنتج

الوزن 300 كيلوجرام
الأبعاد 14 × 21 سنتيميتر
مؤلف الكتاب

تاريخ النشر

الجنسية

عراقي

المترجم

تاليف

الناشر

المدى

عدد الصفحات

248

نوع الغلاف

ورقي

الوصف

تأفف العم عبد الواحد ، ومدّ يده وتناول علبة السيجائر من على الأرض ، وأشعل سيجارة ، وملأ صدره بدخانها الجاف ، تنحنح ونظف صدره ، وأحس بأنه ينفث مع الدخان هماً ملبدا في صدره ، وسُمّاً كان يسري في روحه ، حتى أحسّ براحة خاطفة ، عندما خفف الثقل الذي يجثم عليه ، وغاب عن الدنيا وهمومها في لحظة من السهوم والنسيان ، فتصور أن حسيبة ما تزال في البيت لم تغادره ، وأن ذلك مجرد وهم ، وسوء ظن ، كما امتلأ قلبه منها في الأسابيع القليلة الماضية من رعونة وعدم اكتراث وتجاهل للمصيبة التي هي فيها . . . أو ربما خرجت حقاً ، وقد عادت الآن ، ووقعت على رأس عمتها لثماً وتقبيلاً ، مبللة إياه بدموع الندم والحسرة ، قائلة : ” عمة ! كنت متضايقة فخرجت أشم الهواء وتهت في الدروب . بغداد القديمة تهدمت ، ولم يبق منها غير خرائب ، وبغداد الجديدة شوارع يتيه فيها الناس ، وداخ رأسي ، وشعرت وكأنني في ولاية أخرى ” . وللحظة يصدق عبد الواحد بهذا الهاجس ، ويعطيها العذر . صحيح ! يقول لنفسه . بغداد العتيقة صارت منخلاً ، خرائب بابل . وأنا ، في هذا العمر أحس أحياناً بأن رأسي يدور مثل البروانة ! ! ويتخذ تفكير عبد الواحد مساراً آخر ، لعلها حنت إلى بيتها القديم حقاً . كم مرة حنّ هو الآخر إلى بيته القديم ، البيت الذي تربى فيه ، وتزوج ، وأنجب ، وزرع سني عمره في أرضه المتربة . رغم إنه يقضي سحابة نهاره في حي لا يختلف شخطة واحدة عن حبه السابق . فكيف هي التي لم تخرج مرة واحدة خلال ثلاثة أعوام ؟ ثم يعود فيقول لنفسه : ولكن إلى أي شيء نحن ؟ إلى خرابة ؟ حتى الخرابة يمكن أن تحن إليها ، إذا تركت عزيزاً فيها . ولكن أي عزيز تركت حسيبة ؟ تركت . . . تركت عمتها . . أو تلك التي تسميها عمة . كل شيء جائز في هذه الدنيا ، ربما رغرغت روحها بعد هذه السنين الطويلة, ركبها الشوق إلى حياتها الأولى مثلما يركب جني انسانا ، وخرجت لشمة هوا . كل إنسان تمر فيه أوقات يريد أن يتخلى فيها عن كل شيء ، يهجر كل شيء ، يهرب حتى من جلده ، ليبقى هو ونفسه وجهاً لوجه . خرجت حسيبة من بيت عمّها ، وعبرت الشارع المقابل للبيت، وسارت في شارع مجاور. ودمدمت مع نفسها ، وأخذتها العرامة والضيق او تنفست رائحة زمان ، ونسيت البيت والزوج, العم والعمة, ونفسها ايضا, تاهت في شوارع بغداد, كل شارع بعرض النهر.

أراء العملاء

0 reviews
0
0
0
0
0

المراجعات

Clear filters

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “ظلال على النافذة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *