اسمي ماريتا

لو كانت ثمّة رواية تختصرُ طفولتنا جميعًا، لكانت هذه الرّواية، ولو كانت ثمّة محاكمةٌ جماعيّة لهذه البشريّة لكانت هذه الرّواية نصُّ المحاكمة وشهادة الإدانة المرفوعة في وجهِ الإنسانِ الذي سطّرَ تاريخهُ البشريَّ بالدّماء والجماجمِ الآدميّةِ. بعدَ نهاية الحربِ العالميّة الثانية، تتوقّفُ رحى الحرب وتحلُّ محلها رحى الجوع والصّراع من أجلِ البقاء على قيد الحياة، في بيئةٍ يكسوها بياض الثّلوجُ وعتمة البرد وقضمات العطشِ. هذا العملُ مكتوب بشعريّة عالية، لا تُفسد عمليّة السّرد بل تكملهُ وتضفي عليهِ ذلكَ الجانب الإنساني الذي لا تحرّكهُ إلا روحُ الشّاعر وصورتهُ في الأشياء المهملة.
استطاع آلفيداس سليبيكاس بهذه الرّواية أن يدفعَ بالرّواية اللّيتوانيّة إلى العالميّة، فترجمت إلى أكثر من عشرين لغة وتصدّرت قائمة أكثر الكتب مبيعًا في العالم إضافة إلى فوزها بجائزة كتاب العام وهي أرفع جائزةٍ أدبيّة في ليتوانيا.