تحكي الرواية ما جرى خلال يوم واحد في مصر، وتحديدًا في القاهرة، حيث دعا بعض المصريين إلى مظاهرات يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر. ولم يستجب أحد من الناس للدعوة، فكان “الوحيد الذي لبّى دعوة النزول هو البوليس الذي ملأ الشوارع”، مما شكّل فرصة سانحة للكاتب ليخرج ويتجول في شوارع القاهرة الخالية، التي أُغلقت محلاتها بأمر من السلطات، ليتفحص أبنيتها التاريخية وشوارعها بهدوء دون ضجيج المارة. إنها فرصة تاريخية للتجول وحيدًا في مدينة مزدحمة دومًا.
لكن، كيف يمكنه الخروج في ظل حظر التجول وانتشار الشرطة في كل مكان؟ هنا تتجلى بنية الرواية وخيال الكاتب الواسع؛ إذ بقي في البيت، لكنه جاب شوارع القاهرة عبر الخيال، متأملاً عماراتها ذات الطراز الأوروبي، ومحلاتها، ومسارحها. التقى بشخصيات كثيرة: من الملك فاروق إلى سائق الحنطور الشبيه بعبد الوارث عسر، وفنانين من زمن غابر. سمع غناءهم يملأ الفضاء، في حين بدت الشرطة حائرة مما تسمع ولا ترى.
جميع من التقاهم كانوا موتى، فلا يُسمح لغير الموتى بالتجوال في القاهرة في “اليوم الضائع”، باستثناء كوثر، التي تحمل اسماً من الجنة، والتي استشعرت روحه بجولته، فذهبت إليه، وصارت أفعالها وأسئلتها وحكايتها أحد مفاتيح الرواية بين الواقع والخيال.
الرواية، التي تتحرك في دراما تفوق الخيال، توثق أمكنة القاهرة التاريخية، وتفيض بالمعلومات والأحداث، وكأن الكاتب يستشعر خطرًا قادمًا. إنها مزيج من الجِد والضحك في بناء فني ممتع ومبتكر وفائق الخيال.
المراجعات
Clear filtersلا توجد مراجعات بعد.